الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: أسد الغابة في معرفة الصحابة **
"ب د ع" عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، أبو العباس القرشي الهاشمي. ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، كني بابنه العباس، وهو أكبر ولده، وأمه لبابة الكبرى بنت الحارث بن خزن الهلالية. وهو ابن خالة خالد بن الوليد. وكان يسمى البحر، لسعة علمه، ويسمى حبر الأمة. ولد والنبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته بالشعب من مكة، فأتي به النبي صلى الله عليه وسلم فحنكه بريقه، وذلك قبل الهجرة بثلاث سنين وقيل غير ذلك، ورأى جبريل عند النبي صلى الله عليه وسلم. أخبرنا إبراهيم بن محمد بن مهران الفقيه وغيره، قالوا بغسنادهم إلى محمد بن عيسى السلمي قال: حدثنا بندار ومحمود بن غيلان قالا: حدثنا أبو أحمد، عن سفيان، عن ليث، عن أبي جهضم، عن ابن عباس. "أنه رأى جبريل عليه السلام مرتين، ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم مرتين". قال: وحدثنا محمد بن عيسى قال: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا عبد الوهاب الثقفي، حدثنا خالد الحذاء، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: "ضمني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: "اللهم علمه الحكمة". أخبرن أبو ياسر بن أبي حبة وغير واحد إجازة قالوا: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أخبرنا أبو الحسين ابن النقور، أخبرنا المخلص، أخبرنا يحيى بن محمد بن صاعد، حدثنا يوسف بن محمد بن سابق، حدثنا أبو مالك الجننبي، عن جويبر، عن الضحاك، عن ابن عباس قال: "نحن أهل البيت سجرة النبوة، ومختلف الملائكة، وأهل بيت الرسالة، وأهل بيت الرحمة، ومعدن العلم". أخبرنا أبو محمد بن أبي القاسم، أخبرنا ابي، أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد أخبرنا أبو طاهر الثقفي، أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم، حدثنا محمد بن جعفر الزراد، حدثنا عبيد الله بن سعد، حدثنا شريح بن النعمان، حدثنا ابن الزناد، عن أبيه، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: أن عمر كان إذا جاءته الأقضية المعضلة قال لابن عباس: "أنها قد طرت علينا أقضية وعضل، فأنت لها ولأمثالها". ثم يأخذ بقوله، وما كان يدعو لذلك أحداً سواه. قال عبيد الله:" وعمر عمر". يعني في حذقه واجتهاده لله وللمسلمين. وقال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: كان ابن عباس قد فات الناس بخصال: بعلم ما سبقه، وفقه فيما احتيج إليه من رأيه، وحلم، ونسب، ونائل، وما رأيت أحداً كان أعلم بما سبقه من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم منه، ولا بقضاء أبي بكر وعمر وعثمان منه، ولا أفقه في رأي منه، ولا أعلم بشعر ولا عربية ولا بتفسير القرآن، ولا بحساب ولا بفريضة منه، ولا أثقب رأياً فيما احتيج إليه منه، ولقد كان يجلس يوماً ولا يذكر فيه إلا الفقه، ويوماً التأويل، ويوماً المغازي، ويوماً الشعر، ويوماً أيام العرب، ولا رأيت عالماً قط جلس إليه إلا خضع له، وما رأيت سائلاً "قط" سأله غلا وجد عنده علماً. وقال ليث بن أبي سليم: قلت لطاوس: لزمت هذا الغلام -يعني ابن عباس- وتركت الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم?! قال: إني رأيت سبعين رجلاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تدارؤوا في أمر صاروا إلى قول ابن عباس. وقال المعتمر بن سليمان، عن شعيب بن درهم قال: كان هذا المكان -وأومأ إلى مجرى الدموع من خديه- من خدي ابن عباس مثل الشراك البالي، من كثرة البكاء. واستعمله علي بن أبي طالب على البصر، فبقي عليها أميراً، ثم فارقها قبل أن يقتل علي "بن أبي طالب" ، وعاد إلى الحجاز، وشهد مع علي صفين، وكان أحد الأمراء فيها. وروى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن عمر، وعلي، ومعاذ بن جبل، وأبي ذر. روى عنه عبد الله بن عمر، وأنس بن مالك، وأبو الطفيل، وأبو أمامة بن سهل بن حنيف، وأخوه كثير بن عباس، وولد علي بن عبد الله بن عباس، ومواليه: عكرمة، وكريب، وأبو معبد نافذ، وعطاء بن أبي رباح، ومجاهد، وابن أبي مليكة، وعمرو بن دينار، وعبيد بن عمير، وسعيد بن المسيب، والقاسم بن محمد، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وسليمان بن يسار، وعروة بن الزبير، وعلي بن الحسين، وابو الزبير، ومحمد بن كعب، وطاوس، ووهب بن منبه، وأبو الضحى، وخلق كثير غير هؤلاء. أخبرنا غير واحد بإسنادهم إلى أبي عيسى "قال" : حدثنا أحمد "بن محمد" بن موسى، أخبرنا عبد الله، حدثنا الليث وابن لهيعة، عن قيس بن الحجاج، -قال الترمذي: وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، حدثنا أبو الوليد، حدثنا الليث، حدثني قيس بن الحجاج. المُعْنى واحد- عن حنش الصنعاني، عن ابن عباس قال: كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا غلام، إني أعلمك كلامات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك، لم يضروك بشيء إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف". قال محمد بن سعد: أخبرنا محمد بن عمر الوافدي، حدثني الحسين بن الحسن بن عطية بن سعد بن جنادة العوفي القاضي، عن أبيه، عن جده قال: لما وقعت الفتنة بين عبد الله بن الزبير وعبد الملك بن مروان، ارتحل عبد الله بن عباس ومحمد بن الحنفية بأولادهما ونسائهما، حتى نزلوا مكة، فبعث عبد الله بن الزبير إليهما: تبايعان? فأبيا وقالا: أنت وشأنك، لا نعرض لك ولا لغيرك. فأبى وألح عليهما إلحاحاً شديداً، فقال لهما فيما يقول: لتبايعن أو لأحرقنكم بالنار. فبعثا أبا الطفيل إلى شيعتهم بالكوفة وقالا: إنا لا نأمن هذا الرجل، فانتدب أربعة آلاف، فدخلوا مكة، فكبرة تكبيرةً سمعها أهل مكة وابن الزبير، فانطلق هارباً حتى دخل دار الندوة -ويقال: تعلق بأستار الكعبة وقال: أنا عائذ بالبيت- قال: ثم ملنا إلى ابن عباس وابن الحنفية وأصحابهما، وهم في ددور قريب من المسجد، قد جمع الحطب فأحاط بهم حتى بلغ رؤوس الجدر، لو أن ناراً تقع فيه ما رؤي منهم أحد، فأخرناه عن الأبواب، وقلنا لابن عباس: ذرنا نريح الناس منه. فقال: لا، هذا بلد حرام، حرمه الله، ما أحله عز وجل لأحد إلا للنبي صلى الله عليه وسلم ساعة، فامنعونا وأجيزونا قال: فتحملوا وإن منادياً ينادي في الخيل: ما غنمت سرية بعد نبيها ما غنمت هذه السرية، إن السرايا تغنم الذهب والفضة، وإنما غنمتم دماءنا. فخرجوا بهم حتى أنزلوهم منى، فأقاموا ما شاء الله الله، ثم خرجوا بهم إلى الطائف، فمرض عبد الله بن عباس، فبينا نحن عنده إذ قال في مرضه: إني أموت في خير عصابة على وجه الأرض، أحبهم إلى الله، وأكرمهم عليه، واقربهم إلى الله زلفى، فإن مت فيكم فأنتم هم. فما لبث إلا ثماني ليال بعد هذا القول حتى توفي رضي الله عنه، فصلى عليه محمد بن الحنفية، فأقبل طائر أبيض فدخل في أكفانه، فما خرج منها حتى دفن معه، فلما سوي عليه التراب قال ابن الحنفية: مات والله اليوم حبر هذه الأمة. وكان له لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة سنة. وقيل: خمس عشرة سنة. وتوفي سنة ثمان وستين بالطائف، وهو ابن سبعين. وقيل: إحدى وسبعين سنة. وقيل: مات سنة سبعين. وقيل: سنة ثلاث وسبعين. وهذا القول غريب. وكان يصفر لحيته، وقيل: كان يخضب بالحناء، وكان جميلاً أبيض طويلاً، مشرباً صفرة، جسيماً وسيماً صبيح الوجه، فصيحاً. وحج بالناس لما حصر عثمان، وكان قد عمي في آخر عمره، فقال في ذلك: "البسيط" قلبي ذكي وعقلي غير ذي دخل ** وفي فمي صارم كالسيف مأثور أخرجه الثلاثة. "ب د ع" عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي المخزومي، يكنى أبا سلمة، وهو ابن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمه برة بنت عبد المطلب، وهو أخو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخو حمزة بن عبد المطلب من الرضاعة، أرضعتهم ثويبة مولاة أبي لهب أرضعت حمزة رضي الله عنه، ثم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أبا سلمة رضي الله عنه. وهو ممن غلبت عليه كنيته، ويذكر في الكنى، إن شاء الله تعالى. قال ابن منده: شهد أبو سلمة بدراً وأحداً وحنيناً والمشاهد، ومات بالمدينة لما رجع من بدر. وهو زوج أم سلمة قبل النبي صلى الله عليه وسلم، اسلم بعد عشرة أنفس، وكان الحادي عشر، قاله ابن إسحاق وهاجر إلى الحبشة، وكان أول من هاجر إليها، قاله أبو عمر. وقال ابن منده: وهو أول من هاجر بظعينته إلى الحبشة والى المدينة. وقال أبو نعيم: كان أبو سلمة أول من هاجر من قريش إلى المدينة، قبل بيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنصار بالعقبة، ومعه امرأته أم سلمة. وقيل: إن أم سلمة لم تهاجر معه إلى المدينة إنما هاجرت بعده، وقد ذكرناه عند اسمها. وولد له بالحبشة عمر بن أبي سلمة. وشهد بدراً وأحداً، ونزل فيه قوله تعالى: حدثنا يونس بن بكير حدثنا ابن إسحاق قال: عدت قريش على من أسلم منهم، فأوثقوهم وآذوهم، واشتد البلاء عليهم وعظمت الفتنة فيهم وزلزلوا زلزالاً شديداً، عدت بنو جمح على عثمان بن مظعون، وفرّ أبو سلمة بن عبد الأسد إلى أبي طالب، ليمنعع -وكان خاله- فمنعه، فجاءت بنو مخزوم ليأخذوه فمنعه، فقالوا: يا أبا طالب، منعت منا ابن أخيك، أتمنع منا ابن أخينا? فقال أبو طالب: نعم أمنع ابن أختي مما أمنع منه ابن أخي. فقال أبو لهب -ولم يسمع منه كلام خير قط يومئذ-: صدق أبو طالب، لا يسلمة إليكم. واستخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة لما سار إلى غزوة العسيرة سنة اثنتين من الهجرة. أخبرنا أبو الفرج بن أبي الرجاء، أخبرنا أبو علي قراءة عليه وأنا حاضر اسمع، أخبرنا أحمد بن عبد الله، أخبرنا عبد الله بن جعفر الجابري، حدثنا محمد بن أحمد بن المثنى، حدثنا جعفر بن عون، حدثنا ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن قبيصة بن ذؤيب، عن أم سلمة قالت: لما حضر أبا سلمة الموت حضره رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما شخص أغمض رسول الله صلى الله عليه وسلم عينيه. ورواه أبو قلابة عن قبيصة، وزاد بعد "فأغمضه" : ثم قال: "إن الروح إذا قبض تبعه البصر. فضج ناس من أهله فقال: لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير، فإن الملائكة يؤمنون ثم قال: اللهم اغفر لأبي سلمة، وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين". قال مصعب الزبيري: توفي أبو سلمة بن عبد الأسد بعد أحد، سنة أربع من الهجرة، وقيلك توفي في جمادى الآخرة سنة ثلاث. وقال أبو عمر: إنه توفي سنة اثنتين بعد وقعة بدر. وقال ابن إسحاق: توفي بعد أحد، قبل تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجته أم سلمة، في شوال سنة أربع. ولما حضرت أبا سلمة الوفاة قال: "اللهم اخلفني في أهلي بخير". فخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم على زوجه أم سلمة، فصارت أماً للمؤمنين، وصار رسول الله صلى الله عليه وسلم اباً لأولاده: عمر، وسلمة، وزينب، ودرة. أخرجه الثلاثة. قلت: قال ابن منده: إن أبا سلمة شهد بدراً وأحداً وحنيناً والمشاهد، ثم قال بعد هذا القول: إنه مات بالمدينة زمن النبي صلى الله عليه وسلم لما رجع من بدر. فمن مات لما رجع من بدر كيف يشهد حنيناً وكانت سنة ثمان! وقوله: إنه مات لما رجع من بدر، فيه نظر، فإنه شهد أحداً ومات بعدها، كما ذكرناه. وقال أبو عمر: إنه توفي بعد بدر سنة اثنتين، وكانت بدر في رمضان منها. "ب د ع" عبد الله بن عبد الله بن أبي بن مالك بن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم بن غنم بن عوف بن الخزرج الأنصاري الخزرجي. وسالم يقال له: "الحبلى" لعظم بطنه. وله شرف في الأنصار، وأبوه "عبد الله بن أبي" هو المعروف بابن سلول، وكانت سلول امرأة من خزاعة، وهي أم أبي، وابنه عبد الله بن أبي هو رأس المنافقين، وكان ابنه عبد الله بن عبد الله من فضلاء الصحابة وخيارهم، وكان اسمه الحباب، وبه كان أبوه يكنى أبا الحباب، فلما أسلم سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله. وشهد بدراً، وأحداً، والمشاهد كلها مع رسول الله صل. وكانت الخزرج قد أجمعت على أن يتوجوا أباه عبد الله بن أبي ويملكوه أمرهم قبل الإسلام، فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم رجعوا عن ذلك، فحسد النبي صلى الله عليه وسلم، وأخذته العزة، فأضمر النفاق، وهو الذي قال في غزوة بني المصطلق: فلما مات أبوه سأل ابنه عبد الله النبي صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه: أخبرنا إسماعيل بن علي وغير واحد قالوا بإسنادهم إلى أبي عيسى الترمذي قال: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا عبيد الله، أخبرنا نافع، عن ابن عمر قال: "جاء عبد الله بن عبد الله بن أبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين مات أبوه، فقال: أعطني قميصك أكفنه فيه، وصل عليه، واستغفر له. فأعطاه قميصه وقال: "إذا فرغتم فآذنوني". فلما أراد أن يصلي عليه جذبه عمر وقال: أليس قد نهى الله عز وجل أن تصلي على المنافقين? فقال: أا بين خيرتين: استغفر لهم أو لا تستغفر لهم. فصلى عليه فأنزل الله تعالى: قال ابن منده: أصيب أنف عبد الله بن عبد الله يوم أحد، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يتخذ أنفاً من ذهب. وقال أبو نعيم: روى عروة بن الزبير، عن عائشة، عن عبد الله بن عبد الله بن أبي أنه قال: ندرت ثنيتي، فأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن اتخذ ثنية من ذهب. وقال: هذا هو المشهور، وقول المتأخر -يعني ابن منده- :أصيب أنفه. وهم. وبقي عبد الله إلى أن قتل يوم اليمامة في حرب مسيلمة الكذاب شهيداً، في خلافة أبي بكر سنة اثنتي عشرة. أخرجه الثلاثة. "ب" عبد الله بن عبد الله الأعشى المازني. وقد تقدم في الهمزة، وفي أول العبادلة، لأن أباه عبد الله يعرف بالأعور، روى عنه معن بن ثعلبة، وصدقة المازني، والد طيسلة بن صدقة. أخرجه أبو عمر. "ب س" عبد الله بن عبد الله بن أبي أمية المخزومي، وهو ابن أخي أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم. ذكره جماعة في الصحابة، وفيه نظر، قال أبو عمر: لا تصح عندي صحبته لصغره. روى عنه عروة بن الزبير، ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان. أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده عن عبد الله بن أحمد: حدثنا أبي، حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثنا هشام بن عروة، عن ابيه، عن عبد الله بن عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة المخزومي قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في ثوب واحد متوشحاً به ما عليه غيره. وذكره ابن شاهين وقال: توفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثماني سنين. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه رآه يصلي. قال الطبري: أسلم عبد الله بن عبد الله بن أبي أمية مع أبيه، وعاش بعد النبي صلى الله عليه وسلم. أخرجه أبو عمر وأبو موسى، إلا أن أبا موسى قال: عبد الله بن أبي عبد الله بن أمية، فنقل "أبي" من "أمية"، وجعله مع "عبد الله" الثاني، وليس بصحيح، والصواب ما ذكرناه أول الترجمة، وقد تقدم نسبه عند ذكر أبيه. عبد الله بن عبد الله بن ثابت بن قيس بن هيشة، أبو الربيع الأنصاري. قال الواقدي والكلبي: هو الذي عاده رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: "غلبنا عليك أبا الربيع". وقيل: كان هذا مع أبيه. قالا: ولما مات هذا -عبد الله- كفنه النبي صلى الله عليه وسلم في قميصه، والله أعلم. قاله الغساني مستدركاً على أبي عمر. "س" عبد الله بن عبد الله بن عتبان الأنصاري. روى الحافظ أبو موسى بإسناده عن أبي الشيخ الحافظ قال: قال أهل التاريخ: عبد الله بن عبد الله بن عتبان، كان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الذي كتب الصلح بين المسلمين وبين أهل جي. أخرجه أبو موسى مختصراً. "د ع" عبد الله بن عبد الله بن عثمان، وهو عبد الله بن أبي بكر الصديق، ويذكر نسبه عند أبيه رضي الله عنهما. وهو أخو أسماء بنت أبي بكر لأبويها، أمها قتيلة، من بني عامر بن لؤي. وهو الذي كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم واباه أبا بكر بالطعام وبأخبار قريشن إذ هما في الغار، كل ليلة، فمكثا في الغار ثلاث ليال. وقيل غير ذلك. وكان عبد الله يبيت عندهما وهو شاب، فيخرج من عندهما السحر، فيصبح مع قريش فلا يسمع أمراً يكادان به إلا وعاه حتى يأتيهما بخبر ذلك إذا اختلط الظلام. وشهد عبد الله الطائف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرمي بسهم، رماه أبو محجن الثقفي فجرحه، فاندمل جرحه، ثم انتقض به، فمات منه أول خلافة أبيه أبي بكر، وذلك في شوال من سنة إحدى عشرة. وكان إسلامه قديماً، ولم يسمع له بمشهد إلا شهوده الفتح، وحنيناً، والطائف. كان قد ابتاع الحلة التي أرادوا أن يدفن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبعة دنانير، فلم يكفن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتركها لنفسه ليكفن فيها، فلما حضرته الوفاة قال: لا تكفنوني فيها: فلو كان فيها خير لكفن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. ودفن بعد الظهر، وصلى عليه ابوه، ونزل في قبره أخوه عبد الرحمن، وعمر، وطلحة بن عبيد الله رضي الله عنهم. أخرجه ها هنا أبو نعيم، وأخرجه قبل ابن منده وأبو عمر، واستدركه ها هنا أبو موسى على ابن منده. "س" عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب. أورده ابن أبي عاصم في الآحاد، قال يزيد بن هارون: كان عبد الله بن عبد الله بن عمر أكبر ولد عبد الله. وروى سعيد بن جبير، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دفع عشية عرفة، سمع وراءه زجراً شديداً وضرباً في الأعراب، فالتفت إليهم فقال: " السكينة أيها الناس، فإن البر ليس بالإيضاع". أخرجه أبو موسى. "د" عبد الله بن عبد الله بن أبي مالك. روى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: شهد بدراً من بني عوف بن الخزرج من الأنصار: عبد الله بن عبد الله بن أبي مالك. أخرجه ابن منده. قلت: كذا ذكره يونس بن بكير، عن ابن إسحاق فيما سمعناه، وهو وهم منه، فإن الذي شهدها من بني عوف بن الخزرج: عبد الله بن عبد الله بن أبي بن مالك. كذا رواه ابن هشام عن البكائي، عن ابن إسحاق. ورواه أيضاً سلمة، عن ابن إسحاق. وهو الصحيح. وقد روى الثلاثة -أعني يونس والبكائي وسلمة- عن ابن إسحاق، فيمن شهد بدراً، من بني عوف بن الخزرج رجلين، أحدهما هذا، والآخر أوس بن خولي، إلا أن يونس قال: عبد الله بن أبي مالك. فخالف الجميع، وهو سهو، والله أعلم. "ب س" عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري الأشهلي. له صحبة ورواية. أخبرنا أبو الفرج بن أبي الرجاء كتابة بإسناده إلى ابن أبي عاصم، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن إسماعيل بن أبي حبيبة، عن عبد الله بن عبد الرحمن أنه قال: جاءنا النبي صلى الله عليه وسلم فصلى بنا في مسجد بني عبد الأشهل، فرأيته واضعاً يده في ثوبه إذا سجد. أخرجه أبو عمر وأبو موسى. "ب" عبد الله بن عبد الرحمن، أبو رويحة الخثعمي. يذكر في الكنى إن شاء الله تعالى. أخرجه أبو عمر. "د" عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق. قتل يوم الطائف، أخرجه هكذا مختصراً ابن منده وحده. قلت: هذا غلط، فإن الذي قتل يوم الطائف من ولد أبي بكر رضي الله عنه إنما هو عبد الله بن أبي بكر لصلبه، لا ابن ابنه، والله أعلم. "ب" عبد الله بن عبد المدان، واسم عبد المدان عمرو بن الديان، واسم الديان يزيد بن قطن بن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب بن عمرو بن علة بن جلد الحارثي. وفد على النبي صلى الله عليه وسلمن قاله الطبري، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما اسمك"? قال: عبد الحجر. فقال: "أنت عبد الله". قتله بسر بن أبي أرطاة لما سيّره معاوية إلى الحجاز، واليمن ليقتل شيعة علي، وكان عبيد الله بن العباس أميراً لعلي على اليمن، وهو زوج ابنه عبد الله، فقتله. أخرجه أبو عمر. "س" عبد الله بن عبد الغافر. روى حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن عبد الله بن عبد الغافر -وكان مولى للنبي صلى الله عليه وسلم-: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا ذكر أصحابي فأمسكوا، وإذا ذكر النجوم فأمسكوا، وإذا ذكر القرآن فقولوا: كلام الله عز وجل غير مخلوق، ومن قال غير هذا فهو كافر". أخرجه أبو موسى. "ب س" عبد الله بن عبد الملك. وقيل: عبد الله بن عبد الله بن مالك. وقيل: عبد الله بن عبد بن مالك بن عبد الله بن ثعلبة بن غفار بن مليل، المعروف بآبي اللحم. وإنما قيل له: "آبي اللحم" لنه كان لا يأكل ما ذبح على النصب في الجاهلية، وقيل: كان لا يأكل اللحم ويأباه. وقيل: اسمه الحويرث. وقد ذكرناه، وقتل يوم حنين. أخرجه أبو عمر وأبو موسى. "ب د ع" عبد الله بن عبد مناف بن النعمان بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة، من بني جشم بن الخزرج الأنصاري الخزرجي السلمي، أبو يحيى. شهد بدراً، قاله عروة، وابن شهاب، وابن إسحاق، وشهد أحداً. أخرجه الثلاثة. "ب د ع" عبد الله بن عبد بن هلال. أنصاري، يعد في أهل قباء. روى بشر بن عمران من أهل قباء حدثني مولي عبد الله بن عبد بن هلال قال: ما أنسى حين ذهب بي أبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ادع الله له وبارك عليه. قال: فما أنسى برد يد رسول الله صلى الله عليه وسلم على يافوخي. قال: وكان يقوم الليل ويصوم النهار. ومات وهو أبيض الرأس واللحية، وكان لا يكاد يفرق شعره من كثرته. أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وعبد الثاني غير مضاف إلى اسم الله تعالى. وقال أبو نعيم: عبد الله بن عبد بن هلال. وقيل: عبد الله بن عبد الله بن هلال، والله أعلم. وأخرجه أبو عمر أيضاً وقال: عبد الله بن عبد "الله" بن هلال. أو عبيد بن هلال، وقيل: عبد هلال. "ب د ع" عبد الله بن عبد. ويقال: عبد بن عبد الثمالي أبو الحجاج، وثمالة بطن من الأزد. يعد في الشاميين، سكن حمص. روى بقية، عن صفوان بن عمرو، وعن عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي عن عبد الله بن عبد الثمالي أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو أقسمت لبررت، لا يدخل الجنة قبل سابق امتي إلا بضعة عشر رجلاً، منهم: إبراهيم، وإسماعيل، وإسحاق، ويعقوب، والأسباط، وموسى، وعيسى ابن مريم، صلوات الله عليهم وسلم". وله حديث آخر، رواه إسماعيل بن عياش، عن صفوان وقال: عن عبد الرحمن بن عائذ، عن عبد الله بن عبد الثمالي. أخرجه الثلاثة، وقد أخرجه الثلاثة أيضاً فقالوا: عبد الله أبو الحجاج الثمالي. وأخرجه ابن منده فقال: عبد الله الثمالي. وذكر له أنه روى عنه عبد الرحمن بن أبي عوف، وقد تقدم الجميع. "ب د ع" عبد الله بن عبس. وقيل: عُبيس، والأكثر: عَبيْس. وهو أنصاري من بني عدي بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج. شهد بدراً وما بعدها من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الزهري: شهد بدراً من الأنصار من بني الحارث بن الخزرج: عبد الله بن عبس. ولم يترك ولداً. أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناده إلى يونس بن بكير عن ابن إسحاق، في تسمية من شهد بدراً من الخزرج، من بني زيد بن مالك بن ثعلبة: "عبد الله بن عبس". وهذا ثعلبة هو ابن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج. أخرجه الثلاثة، وقال أبو عمر: ليس هذا من أبي عبس بنسب، هذا خزرجي، وابو عبس أوسي، وهما من الأنصار. "ب" عبد الله بن عبس. أخرجه أبو عمر قال: شهد بدراً، ولم ينسبوه، وقالوا: هو من حلفاء بني الحارث بن الخزرج. قلت: وهذا هو الأول الذي قبله فيما أظن، وإنما اشتبه على أبي عمر، حيث رأى في هذا أنه حليف، ولم يذكر في الأول أنه حليف. والعلماء قد اختلفوا في كثير، منهم من يجعل الرجل حليفاً، ومنهم من يجعله من القبيلة أنفسها، والله أعلم. 2عبد الله بن عبيد الله "س" عبد الله بن عبيد الله بن عتيق. أورده العسكري في الأفراد، ذكره أبو بكر بن "أبي" علي، بإسناده عن علي بن سعيد العطاردي، عن يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن محمد بن عبد الله بن عبيد الله بن عتيق، عن أبيه قال: سمعت رسول اله صلى الله عليه وسلم يقول: "من خرج من بيته مهاجراً في سبيل الله عز وجل -ثم ضم رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابعه الثلاثة- فخر عن دايته فمات، وقع أجره على الله، أو لدغته دابة فمات، وفع أجره على الله، عز وجل، أو مات كيف مات وقع أجره على الله، عز وجل، أو من قتل قعصاً، فقد استوجب المآب". أخرجه أبو موسى، ويرد الكلام عليه في: "عبد الله بن عتيك". "س" عبد الله بن عتبان الأنصاري. سماه عبد الباقي بن قانع. روى عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، عن أبي أحمد الزبيري، عن كثير بن زيد، عن المطلب بن عبد الله، عن ابن عتبان قال قلت: يا رسول الله، إني كنت مع أهلي، فلما سمع صوتك عجلت فاغتسلت. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الماء من الماء". أخرجه أبو موسى، وقال: قد مرّ في ذكر صالح أنه كان صاحب هذه الحادثة، وقيل: عتبان، وليس لعبد الله بن عتبار ذكر في هذا الحديث، فلا أدري من أين سماه عبد الله?! وقد ذكر أبو جعفر الطبري أن سعد بن أبي وقاص سير عبد الله بن عتبان من العراق إلى الجزيرة، فسار على الموصل إلى نصيبين، فصالحه أهلها، فلا أدري هو هذا أم غيره?. "ب س" عبد الله بن عتبة، أبو قيس الذكواني. مدني، روى عنه سالم بن عبد الله بن عمر. أخرجه أبو عمر مختصراً وأخرجه أبو موسى وقال: أورده ابن شاهين في الصحابة، وفرق بينه وبين ابن عتبة بن مسعود، وروى عن الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر قال: خرجنا مع عبد الله بن عتبة إلى أرض بريم، وريم من المدينة على قريب من ثلاثين ميلاً نقصر الصلاة.
|